منوعات

لاأفتقدك

جريدة موطني

لاأفتقدك

بقلم/ أيمن بحر

لاأفتقدك

انا بعدك بخير.. انا لاأفتقدك
تعالى أكذب عليك
أنا بعدكِ بخير لم يتحول قلبى إلى مضخة تافهة لأنك غادرته ووجهك لم يعد قِبلته وصار بإمكانه أن يتجه حيث شاء
دمى بخير مذ كف عن حملكِ والجريان بك في كل أنحاء جسدى شراينى لا تسأل عنكِ حين يعبرها دمى ولستِ فيه وخلاياى لم تقل لدمى : لست بحاجة لأوكسجينكَ هذا آتنى بها لأتنفس
الشهيق بعدكِ ليس محاولة غبية للاستمرار على قيد الحياة
والزفير ليس حاراً كما تعتقدين فلم يحرقنى جمر رحيلكِ

أنا بعدكِ بخير
أستطيع أن أعدّ إلى العشرة دون أن أستعين بأصابعك وأستطيع أن أعدّ إلى المئة دون أن أستعين برمشيك
وأستطيع أن أعدّ إلى الألف دون أن أستعين بشعرك
وأستطيع أن أعدّ إلى المليون دون أن أغشّ عن نبضات قلبك
كما ترين أنا أتدبر أمورى دونك أنا بعدكِ بخير
أُميّز بين النهار والليل فليست حياتى كلها ليل دونك الأمر يسير وليس كما كنت أظن
النهار ليس حين يشرق وجهك وإن أشرق منتصف الليل
والليل ليس حين تودعينى وإن ودعتنى عند الظهيرة
عادت أوقاتى إلى رشدها الدقيقة معكِ كالدقيقةِ دونك الدقيقة معك ستون ثانية والدقيقة دونكِ ليست ستين وجعاً
الساعات لا تحتاجكِ معى لتمضى بسرعة

أنا بعدك بخير فصولى أربعة خريفى أسقط كل أوراقى فلا تحسبى أن ما عرّانى هو غيابك
وشتائى لا يحتاجكِ ليصير صيفاً فى ثانية
وربيعى ليس ضحتك
وفى الصيف أتدبر أمر سنابلى وحدى دون الحاجة لتحصدنى نظراتك أنا بعدكِ بخير
قهوتى مرة ويمكن الاستعاضة عنك وتحليتها بشىء من السّكر الجروح فى يدى تشفى دون أن تمررى أصابعكِ عليها
وقطعة الشوكولا حلوة وإن لم تلمس شفتيك كما اعتدتُ أن آكلها بعد أن تأخذى منها القضمة الأولى
حتى ساعتى انضبطت على فراقك فلم تعد تُقدّم ولا تُؤخر فكما تعلمين كان كل شيء بي يسكر من رائحتك

أنا لا أفتقدك
لا أحتاج أن يخرج اسمي من فمكِ لأقتنع أنه يخصنى
ولا أحتاج يدكِ فى يدي لأقتنع أنها لى
ولا أحتاج أن أقول لكِ أحبكِ لأقتنع أنى لست أبكماً ولا أحتاج أن أكتب اسمك فى مطلع الرسائل لأقتنع أنى لستُ أمياً

أنا لا أشتاقك
لا أشتاق لأن تمسكى يدى فى الطريق وتقودينى كالضريرِ حيث شئت لا أشتاق لتعقدى لى أزرار قميصى
لا أشتاق لصوتك لا أشتاق للغمازة على خدكِ لا أشتاق لعطرك
لا أشتاق لأصابعك ترسم حدود وجهى وتعلننى دولة مستقلة عاصمتها أنت

الحمقى الذين جاؤوا قالوا قبلنا : يخلق من الشبه أربعين
وأنا أسامحهم بتسع وثلاثين امرأة يشبهنك
وابحث عن امرأة واحدة تشبهكِ لأقنع نفسى أن جنونى بك ليس مبرراً
أطوف الأرض بحثاً عن نسخة ثانية لك ولو كانت مُقلدة فلا أجد

تعالى أصدُقك القول أنا حين أقول لا أحبك فإنى أحبكِ
وحين أقول لا أشتاقك فإنى أشتاقك وحين أقول لا أفتقدك فإنى أفتقدك

لاأفتقدك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى